تتجه أنظار جماهير كرة القدم التونسية، يوم الأحد 23 نوفمبر 2025، إلى الملعب الأولمبي بسوسة حيث تدور قمة الجولة الخامسة عشرة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى بين النجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي. ورغم أن الفريقين اعتادا على الصراع في مقدمة الترتيب عبر المواسم، فإن مواجهة هذا الأسبوع تأتي في ظروف مختلفة تماماً، حيث يمر كلا الطرفين بفترة متذبذبة جعلت الكلاسيكو هذه المرة أقرب إلى مواجهة بحث عن التوازن واستعادة البريق.
النجم الساحلي… موسم شحيح وإشكاليات متعددة
يدخل النجم الساحلي المباراة وهو في وضعية غير معتادة، إذ يقبع في المركز الثامن برصيد 19 نقطة فقط من أصل 42 ممكنة. حصيلة لم ترضِ جماهير الفريق التي تعوّدت على رؤية فريقها منافساً شرساً على اللقب. وحقق أبناء المدرب محمد علي نفخة 5 انتصارات و4 تعادلات مقابل 5 هزائم، كما سجل الفريق 17 هدفاً مقابل 13 في شباكه، أرقام تعكس صورة فريق قادر على التسجيل لكنه يعاني من عدم الاستمرارية ومن بعض الأخطاء المؤثرة في اللحظات الحاسمة.
ويبدو أن مشاكل النجم ليست محصورة في النتائج فقط، بل تشمل أيضاً الجانب الذهني والبدني، خاصة وأن عدة مباريات خسرها الفريق رغم سيطرته على مجرياتها. كما أن الإصابات المتقطعة لبعض الأسماء الأساسية أربكت اختيارات الإطار الفني، مما جعل الثبات على تشكيلة مثالية أمراً صعباً.
الجماهير الساحلية تأمل أن يكون الكلاسيكو نقطة تحول، وأن يستعيد الفريق شيئاً من الهوية التي افتقدها خلال الجولات الماضية. ويُنتظر أن يعتمد نفخة على الضغط العالي ومحاولة فرض الإيقاع منذ البداية، لكن ذلك يتطلب تركيزاً مضاعفاً أمام منافس يجيد استغلال المساحات.
النادي الصفاقسي… نتائج أفضل لكن دون مستوى الطموحات
أما النادي الرياضي الصفاقسي، ورغم أنه في وضع أفضل نسبياً من منافسه، فإنه لا يعيش أفضل فتراته. الفريق يحتل المركز الرابع برصيد 23 نقطة بعد تحقيق 6 انتصارات و5 تعادلات و3 هزائم، لكنه يبتعد بفارق مريح لمصلحة المتصدر الترجي الرياضي الذي يملك 31 نقطة. فارق النقاط هذا يعكس واقعاً صعباً يؤكد أن الصفاقسية ليسوا في الصورة الحقيقية للمنافسة على اللقب، على الأقل في المرحلة الحالية من الموسم.
مشاكل الصفاقسي هذا العام تتمثل خاصة في عدم الاستقرار الهجومي، إذ يمر بعض اللاعبين الأساسيين بفترة فتور، إلى جانب تأثر الفريق بالتغييرات الفنية التي طرأت في الأشهر الأخيرة. رغم ذلك، يحتفظ النادي بصلابة دفاعية محترمة وبقدرة على إدارة المقابلات الكبيرة، وهو ما ظهر خلال مواجهاته الأخيرة أمام المنافسين التقليديين.
ويُعد الكلاسيكو بالنسبة للصفاقسية فرصة لتعميق الفارق مع النجم الساحلي وإعادة الثقة للفريق قبل دخول مرحلة الإياب. كما يدرك أبناء صفاقس جيداً أن العودة من سوسة بنتيجة إيجابية ستكون ذات وزن معنوي كبير.
أفضلية الصفاقسي في سوسة خلال السنوات الأخيرة
ما يزيد من إثارة المواجهة أن النادي الصفاقسي حقق نتائج مميزة في آخر زيارتين له إلى سوسة، حيث فاز (1-2) في 15 يونيو 2024 ثم (0-1) في 15 مايو 2025. هذه المعطيات تمنح الفريق دفعة معنوية إضافية وتجعله مؤمناً بقدرته على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية في ملعب يُعد من الأصعب في تونس.
لكن الظروف الحالية مختلفة: النجم الساحلي رغم مشاكله لا يقبل الهزيمة داخل قواعده، والجماهير الساحلية ستكون حاضرة بقوة لدعم الفريق ومطالبته برد الاعتبار.
سيناريوهات تكتيكية مرتقبة
من الناحية الفنية، يبدو أن المواجهة ستكون مغلقة نسبياً في بدايتها. النجم الساحلي سيكون مطالباً بمسك الكرة ومحاولة خلق فرص مبكرة، بينما ينتظر أن يلعب النادي الصفاقسي بأسلوب حذر، مع الاعتماد على الهجمات السريعة والكرات العكسية التي كثيراً ما أربكت دفاع النجم في المواجهات السابقة.
كما سيكون الصراع في وسط الملعب مفتاحاً لتحديد هوية الفريق المسيطر. فإذا تمكن الصفاقسي من الحد من تحركات وسط النجم فسيُربك المنظومة بأكملها، لكن إن نجح أصحاب الأرض في فرض الإيقاع، فقد يجد زملاء الحارس الصفاقسي أنفسهم تحت ضغط مستمر.
موعد وتفاصيل البث
تقام المباراة يوم الأحد 23 نوفمبر 2025 في تمام الساعة 13:00 بتوقيت غرينيتش على أرضية الملعب الأولمبي بسوسة.
وسيكون بث اللقاء متاحاً عبر القناة الوطنية التونسية “الوطنية 1” صاحبة الحقوق التلفزية لهذا الموسم، ما يسمح للجماهير داخل تونس وخارجها بمتابعة كلاسيكو مثير مهما اختلف مستوى الفريقين.
كلمة أخيرة
الكلاسيكو دائماً ما يرفض التوقعات المسبقة، والتاريخ يقول إن مواجهات النجم الساحلي والنادي الصفاقسي كثيراً ما تُحسم بتفاصيل صغيرة. وبين ضغط الجماهير، وتذبذب النتائج، ورغبة الفريقين في تعديل المسار، تعد المباراة واحدة من أبرز مواجهات الجولة وربما من أهم مباريات النصف الأول من الموسم.